بالصور.. بلح "التحرير" و"الشهداء" الأغلى و"طره" الأرخص

أطلق تجار التمور التي يُقبل المصريون على شرائها بكثرة قبل شهر رمضان أسماء جديدة هذا العام ترتبط كالعادة بالأحداث الجارية.
ففي سوق بحي السيدة زينب بوسط القاهرة؛ تحمل أنواع البلح أسماء مرتبطة بالثورة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك.
من أفضل أنواع التمور هذا العام وأغلاها ثمنا "بلح القوات المسلحة" تكريما لدور الجيش في مساعدة الثورة.
ويُباع في السوق أيضا "بلح ميدان التحرير" بستة عشر جنيها (الدولار يساوي 5.95) للكيلوجرام، وإلى جواره يباع بلح "فلول النظام" الذي لا يزيد ثمنه عن 2.5 جنيهين للكيلوجرام.
وذكر تاجر في السوق يُدعى أبو رحمة أن الأمر كله لا يزيد عن محاولة لجذب انتباه الزبائن.
وقال: "بتلفت نظر الزبون يعني.. يعني بلح فلول النظام.. أردأ بلح في الفرشة حاطين عليه اثنين جنيه ونصف وكاتبين عليه فلول النظام.. بلح القوات المسلحة مثلا.. يعني درجات كده.. عشرة جنيه.. 12 جنيه.. بلح الثورة أغلى بلح عندي.. بلح الثورة باثني عشر جنيها".
وشهد الاقتصاد المصري ركودا بعد الثورة، وأثر ذلك بدرجة كبيرة على إقبال المستهلكين على الشراء قبل شهر رمضان.
وذكر تاجر آخر في السوق يدعى عزت أن الإقبال ضعيف، وقال: "أهه شايف انت السوق فاضي أهه.. هنعمل إيه.. وبتاع ناس مرمي بألوفات.. يعني بتاع الناس مرمي بألوفات.. مفيش سوق.. تعمل إيه".
ويُباع في السوق أيضا "بلح شهداء يناير" بسعر 25 جنيها للكيلوجرام، بينما يباع بلح "طره" السجن الذي يقبع فيه رموز النظام السابق بخمسة جنيهات فقط.
وبدأت عادة إطلاق أسماء شخصيات سياسية على أنواع البلح المختلفة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة، وفي ذلك الوقت أطلق اسم أسامة بن لادن على أحد أنواع التمور، ثم اسم "صدام حسين" في عام لاحق إبان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.
وظل أقل أنواع التمور جودة على مدى أعوام يحمل اسم رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون.
ويفضل كثير من المسلمين الإفطار على حبات من التمر؛ اقتداء بسنة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ولكن تجار التمور والجوز والبندق والفستق وقمر الدين التي يطلق عليها اسم "الياميش" يؤكدون أن الإقبال ضعيف على الشراء هذا العام.
وقال مصري يدعى جميل رضوان أثناء وجوده في سوق السيدة زينب: "والله رمضان السنة دي ظروف الحياة المالية القاسية منعت إلى حد كبير متعة الناس برمضان من ناحية الياميش والى آخره. ليه.. لأن الإمكانية المادية غير متاحة، بالإضافة إلى الأعباء بالنسبة لإخواننا اللي هم محلاتهم معطلة نتيجة الإضرابات وخلافه، فمفيش فرصة متاحة لعامة الشعب إنهم يستنشقوا نوع من حرية الأكل والشرب بتاع زمان".
ويمتاز شهر رمضان بأجواء احتفالية خاصة يتطلع إليها المصريون بعد الاضطرابات التي شهدتها مصر خلال الثورة.